نمو1 هو موقع عربي متخصص يقدّم محتوى احترافيًا في مجالات المال والأعمال، التجارة الإلكترونية، و الربح من الإنترنت. نهدف إلى تمكين الأفراد من بناء مصادر دخل حقيقية، من خلال مقالات تعليمية دقيقة، وأفكار ريادية قابلة للتنفيذ. نحرص على تبسيط المفاهيم المالية بأسلوب سهل الفهم، مع التركيز على الأدوات الحديثة التي تساعد الشباب العربي على دخول سوق العمل الرقمي بثقة. يقوم على الموقع فريق من الكتّاب المتخصصين، الذين يعملون على تقديم محتوى متجدد وموثوق، يسهم في تطوير المهارات وتحقيق الاستقلال المالي. نمو1 ليس مجرد مدونة، بل دليل عملي للنجاح في العصر الرقمي.

مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط: توقعات واتجاهات لعام 2026 وما بعده

مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط: توقعات واتجاهات لعام 2026 وما بعده

 تجارة بلا حدود:

مستقبل التجارة الإلكترونية في المنطقة:

هل أنتم مستعدون لرحلة في قلب التحول الرقمي الذي يجتاح الشرق الأوسط؟ إن التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ليست مجرد اتجاه عابر، بل هي قوة دافعة تعيد تشكيل اقتصادات المنطقة وحياة سكانها.من المدن الصاخبة إلى المجتمعات الناشئة، يتزايد الاعتماد على المنصات الرقمية بوتيرة غير مسبوقة. 

هذا المقال سيكشف لكم عن مستقبل التجارة الإلكترونية في المنطقة، متناولاً التوقعات والاتجاهات الرئيسية لعام 2026 وما بعده. استعدوا لاكتشاف كيف تتسارع المنطقة نحو أفق رقمي واعد.

مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط توقعات واتجاهات لعام 2026 وما بعده
مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط توقعات واتجاهات لعام 2026 وما بعده

إن نمو التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط يمثل تحولاً ثقافياً واقتصادياً عميقاً. هذا التطور نتيجة مباشرة لعدة عوامل متضافرة، أبرزها انتشار الهواتف الذكية والوصول الواسع للإنترنت، حيث تجاوزت معدلات اختراق الهواتف الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي 96% في عام 2023 ، وبلغت نسبة اختراق الإنترنت في السعودية 95.7% وفي البحرين 98% في 2024.

 كما أن الدعم الحكومي المتزايد من خلال مبادرات التحول الرقمي، مثل رؤية السعودية 2030 وإستراتيجيات االابتكار الرقمي في الإمارات ، يعزز البنية التحتية ويوفر بيئة مواتية للنمو. 

كل هذه العوامل مجتمعة لا تزيد فقط من حجم المبيعات، بل تغير طريقة تفاعل الناس مع التجارة، خالقة "اقتصاداً رقمياً" جديداً يؤثر على البنية التحتية، والوظائف، وحتى العادات الاجتماعية.  

أ / المشهد الحالي للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط:

شهد سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط نمواً استثنائياً خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس تحولاً جذرياً في أنماط الاستهلاك والبيع بالتجزئة في المنطقة.

حجم السوق ومعدلات النمو:

تتباين التقديرات حول الحجم الدقيق لسوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، لكن جميعها تشير إلى نمو هائل. بلغ حجم سوق المنطقة في 2024 نحو 92.99 مليار دولار أمريكي. 

ومن المتوقع أن يسجل السوق معدل نمو سنوي مركب بنسبة  12.70% خلال 2025-2034، ليبلغ نحو 307.38 مليار دولار بحلول 2034. 

في تقدير آخر، بلغت قيمة سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط  1888 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ويتوقع أن يصل إلى 10957 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2033، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب قدره 21.58%

أما سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.5% خلال الفترة من 2023 إلى 2030.  

على صعيد الإمارات، وصل سوق التجارة الإلكترونية إلى 32.3 مليار درهم إماراتي (8.8 مليار دولار أمريكي) في عام 2024. ومن المتوقع أن يتجاوز 5.5% خلال الفترة من 2023 إلى 2030.  

  إجمالاً، سجل سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً سنوياً بنسبة 13% في عام 2024، ليصل إلى 126.7 مليار درهم إماراتي (34.5 مليار دولار أمريكي).

 هذه الأرقام المتفاوتة تعكس ديناميكية السوق وتنوع منهجيات التقدير، وتؤكد أن السوق كبير ومتنامٍ بسرعة، مما يستلزم على الشركات أن تكون مرنة ومستعدة للتكيف.  

اقرأ أيضا : دليلك لاختيار أفضل منصة تجارة إلكترونية عربية لعام 2025: مقارنة شاملة

المحركات الرئيسية للنمو:

تتعدد العوامل التي تدفع عجلة نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة. 

أولاً: يعد انتشار الإنترنت والهواتف الذكية من أهم هذه المحركات.

 تجاوزت معدلات اختراق الهواتف الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي 96% في عام 2023، وفي عام 2024، بلغت نسبة اختراق الإنترنت في السعودية 95.7% وفي البحرين 98%. الإمارات لديها أعلى درجة من الرقمنة (99% وصول للإنترنت)، تليها السعودية (90%).

 بشكل عام، يتمتع أكثر من 95% من سكان دول الخليج الست بإمكانية الوصول إلى الإنترنت.  

ثانياً: يلعب التحول الرقمي والدعم الحكومي دوراً محورياً. تدعم المبادرات الحكومية، كـ"رؤية 2030" وجهود الإمارات الرقمية، بيئة نمو مزدهرة.

 ثالثاً: تتغير يميل المستهلكون إلى الراحة والتنوع الذي تقدمه التجارة الإلكترونية، وقد ساهم الارتفاع الكبير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع زيادة سنوية بلغت 32% في السعودية ، في تعزيز اكتشاف المنتجات وعمليات الشراء.  

سلوك المستهلكين والإنفاق:

تسجل المنطقة إنفاقاً فردياً مرتفعاً، وتقود دول الخليج هذا التوجه العالمي. يعتمد المستهلكون بشكل كبير على الأجهزة المحمولة في رحلة التسوق، حيث يستخدم 85% في الإمارات و80% في السعودية هواتفهم الذكية للحصول على معلومات عن المنتجات.  

في عام 2023، تمت 91% من المشتريات عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستخدام البطاقات الائتمانية أو الخصم المباشر، ومع ذلك، ما زال 62% من المتسوقين يفضلون الدفع عند الاستلام كطريقة دفع. 

هذا التباين يشير إلى أهمية توفير خيارات دفع متنوعة وبناء الثقة. فبينما تتزايد المدفوعات الرقمية بفضل البنية التحتية والمبادرات الحكومية ، لا يزال الدفع النقدي متجذراً ثقافياً. يجب على الشركات تقديم خيارات دفع متنوعة، والتركيز على بناء الثقة من خلال سياسات إرجاع واضحة.  

أتم أكثر من 60% من المتسوقين في الإمارات والسعودية، و43% في مصر، معاملة واحدة على الأقل عبر الإنترنت. ويبلغ متوسط إنفاق المتسوق الواحد في الإمارات 3104 دولار أمريكي، وفي قطر 1488 دولار أمريكي، وفي السعودية 527 دولار أمريكي.  

أبرز القطاعات والمنتجات الرائجة:

تساهم العديد من القطاعات بشكل كبير في نمو سوق التجارة الإلكترونية، منها مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، والأزياء، والإلكترونيات الاستهلاكية، والأغذية والمشروبات. 

إن قطاع الأجهزة المنزلية يشهد نمواً سريعاً. في الإمارات عام 2024، كانت الأزياء والأحذية، والإلكترونيات الاستهلاكية، ومنتجات العناية المنزلية هي الفئات الثلاث الأكثر قيمة.  

السعودية والإمارات تقودان نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة. الإمارات مركز تقني ولوجستي، والسعودية تراهن على سوقها الواسع ورؤية 2030. 

إن هذا التخصص يخلق نظاماً بيئياً متكاملاً، حيث توفر الإمارات البوابة والخبرة، بينما السعودية توفر السوق الضخم والفرص الاستثمارية. يجب على الشركات فهم هذه الفروق لتصميم إستراتيجياتها بفعالية.  

ب / تجارة بلا حدود: آفاق التوسع العابر للحدود:

تعد التجارة بلا حدود، أو التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، أحد أهم الركائز التي ستشكل مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط. إنها تمثل فرصة هائلة للتوسع والنمو، ولكنها تأتي أيضاً مع مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة.

الفرص الكامنة في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود:

تُعد التجارة الإلكترونية العابرة للحدود محركاً رئيسياً للنمو في الشرق الأوسط، مع تزايد طلب المستهلكين على المنتجات العالمية والعلامات التجارية المتنوعة.

 تشير الإحصائيات إلى أن 80% من المتسوقين عبر الإنترنت في الإمارات يشترون من مواقع دولية، بينما تشكل الطلبات العابرة للحدود 60% من إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في السعودية.

 ومن المتوقع أن يصل سوق لوجستيات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى إيرادات متوقعة تبلغ 47,391.6 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.  

يتميز الشرق الأوسط بموقعه الجغرافي الإستراتيجي الذي يربط أوروبا وآسيا وإفريقيا، مما يجعله مركزاً مثالياً لإعادة التصدير والعبور، وقد إستثمرت دول المنطقة في بنية تحتية لوجستية عالمية المستوى، بما في ذلك الموانئ والمطارات والمناطق الحرة مثل EZDubai ودبي كوميرس سيتي. 

كما أن المبادرات الحكومية والقوانين الحديثة في الإمارات والسعودية تهدف إلى تبسيط الإجراءات وتعزيز جاذبية المنطقة للتجارة العابرة للحدود.  

الموقع المميز والدعم الحكومي يعززان مكانة المنطقة كمحور عالمي للتجارة. إذا تمكنت المنطقة من سد "فجوة الثقة" وتحسين الشفافية في التكاليف والإرجاع ، يمكنها أن تتحول إلى لاعب رئيسي في سلسلة التوريد العالمية، مما يعزز تنويعها الإقتصادي ويخلق فرصاً للشركات اللوجستية والتكنولوجيا.  

تحديات اللوجستيات والجمارك في التجارة بلا حدود:

تواجه التجارة بلا حدود في الشرق الأوسط تحديات كبيرة. تتمثل إحدى العقبات الرئيسية في تعقيدات اللوائح الجمركية المتباينة بين دول مجلس التعاون الخليجي، مما يؤدي إلى تأخيرات وتكاليف إضافية. السعودية تشترط الإفصاح المسبق عن الرسوم عبر "فسح" قبل 48 ساعة من وصول الشحنات..  

يرى 42% من شركات التجارة أن التوصيل للعميل النهائي يشكل التحدي الأكبر لنموهم. توقعات المستهلكين للتسليم السريع تتعارض غالباً مع خيارات الشحن منخفضة التكلفة.  

تُعد فجوة الثقة والتكاليف الخفية مشكلة جوهرية، حيث يشتري 7 من كل 10 متسوقين فقط من البلدان التي يثقون بها. التكاليف الجمركية غير المتوقعة أو هياكل التسعير غير الواضحة تمنع إتمام عملية الشراء.

 كما يتخلى 81% من المستهلكين عن عربة التسوق إذا لم يتم تقديم خيار التسليم المفضل، و79% إذا لم تتوفر طريقة الإرجاع المفضلة.

 هذه التحديات اللوجستية والجمركية هي "حواجز نفسية" تؤثر على ثقة المستهلكين وتعيق التجارة العابرة للحدود، مما يستدعي الابتكار في اللوجستيات ونماذج الأعمال التي تبني الثقة والشفافية.  

حلول مبتكرة لتمكين التجارة العابرة للحدود:

لمواجهة تحديات التجارة بلا حدود، تتبنى المنطقة حلولاً مبتكرة في اللوجستيات والمدفوعات. يتطلب ذلك تحسين سلاسل الإمداد وتبني التقنيات اللوجستية المتقدمة. يشمل ذلك الاستثمار في الأتمتة، وإنشاء مراكز تلبية إقليمية لتقليل أوقات التسليم والتكاليف. 

كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين المسارات والتنبؤ بالطلب.  تبرز حلول مثل الدرون والتتبع اللحظي كخيارات مبتكرة للتغلب على التحديات.  

يعد تطوير حلول الدفع الرقمي وتوحيدها أمراً حاسماً. تكتسب المحافظ الرقمية وشركات BNPL مثل Tabby وTamara زخماً كبيراً في السوق.. من الضروري أيضاً توفير خيارات الدفع بالعملات المحلية وإظهار الرسوم الجمركية مقدماً.  

لتعزيز بناء الثقة، يجب على الشركات توفير سياسات إرجاع واضحة وشروط تسليم مرنة، كما أن تخصيص المواقع الإلكترونية لتناسب التفضيلات المحلية يساهم في تعزيز هذه الثقة. 

بالإضافة إلى أن الشفافية في الأسعار والتكاليف الإجمالية هي مفتاح لتحويل المتصفحين إلى مشترين مخلصين. التحول إلى "التجربة الشاملة الموثوقة والشفافة" هو مفتاح النجاح في التجارة العابرة للحدود. الشركات التي تتبنى هذه الحلول تحسن كفاءتها التشغيلية وتبني ولاء العملاء.  

الإطار التنظيمي ودوره في تسهيل التجارة بلا حدود:

يلعب الإطار التنظيمي دوراً حيوياً في تشكيل مستقبل التجارة بلا حدود. شهدت المنطقة تطورات كبيرة في القوانين واللوائح الحديثة

في الإمارات، صدر المرسوم بقانون اتحادي رقم 14 لسنة 2023 بشأن التجارة بالوسائل التكنولوجية الحديثة (قانون التجارة الإلكترونية) ، ويغطي الأنشطة على المواقع والمنصات والتطبيقات الذكية، ويشمل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين.  

في السعودية، دخل قانون التجارة الإلكترونية لعام 2020 حيز التنفيذ ، ويهدف إلى زيادة الثقة وحماية المستهلكين من الاحتيال. تتميز هذه القوانين بنطاق واسع وتطبيق خارج الحدود الإقليمية.  

تركز هذه التشريعات على أهمية حماية المستهلك والبيانات. فهي تفرض على التجار توفير معلومات واضحة، وسياسات إرجاع شفافة، وحماية البيانات الشخصية.

 على سبيل المثال، يمنح القانون السعودي المستهلك الحق في إلغاء العقد خلال 7 أيام من الاستلام، أو إذا تأخر التسليم لأكثر من 15 يوماً.  

يُعد تأثير الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون الخليجي عاملاً مهماً. فالاتحاد الجمركي وشبكة النقل الحديثة، مثل مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي المقرر اكتماله بحلول عام 2030، يعززان الاتصال ويسهلان التجارة البينية.

 ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لتوحيد اللوائح الجمركية. الإطار التنظيمي المتطور محفز رئيسي للثقة والنمو في التجارة العابرة للحدود، ويحول التحديات إلى فرص.  

ج / التقنيات الناشئة التي تشكل المستقبل:

تُعد التقنيات الناشئة هي المحرك الأساسي لتشكيل مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط. إنها ليست مجرد أدوات لتحسين الكفاءة، بل هي محركات رئيسية لإعادة تعريف "تجربة التسوق" بأكملها، مما يجعلها أكثر تخصيصاً وتفاعلية وأماناً.

الذكاء الاصطناعي (AI):

يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التجارة الإلكترونية من خلال تخصيص تجربة التسوق عبر تقديم توصيات شخصية للمنتجات. كما يساهم في أتمتة خدمة العملاء عبر الروبوتات الدردشة، ويحسن إدارة المخزون، ويكتشف الاحتيال. 

في اللوجستيات، توفر أدوات الإنتاجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي كفاءة غير مسبوقة ، وتحسن نظم إدارة المستودعات ، وتساعد في التنبؤ بالطلب لمنع اختناقات سلسلة التوريد، وقد تلقت شركة DXwand، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي للمحادثة، استثماراً بقيمة 4 ملايين دولار.  

البلوك تشين (Blockchain):

تقدم تقنية البلوك تشين حلولاً قوية للتجارة الإلكترونية. فهي تحسن الأمان في المعاملات عبر الإنترنت وتقلل من مخاطر الاحتيال، كما تعزز  شفافية سلسلة التوريد، مما يسمح بتتبع حركة البضائع بدقة ، وتساهم في حماية البيانات الشخصية.  

إنترنت الأشياء (IoT):

تساهم أجهزة إنترنت الأشياء في تحسين إدارة سلسلة التوريد. يمكن لتجار التجزئة استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة الظروف البيئية للمنتجات أثناء النقل. كما تتيح أتمتة إدارة المخزون وتلبية الطلبات، مما يقلل التكاليف ويزيد من الكفاءة التشغيلية.  

الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR):

تعمل هاتان التقنيتان على زيادة تفاعل العملاء وتحسين تجربتهم. يسمح الواقع المعزز للعملاء بتصور المنتجات في بيئات واقعية، بينما يتيح الواقع الافتراضي تجربة المنتجات في بيئة محاكاة.

 على سبيل المثال، يمكن لعملاء الأثاث رؤية كيف سيبدو المنتج في منازلهم، ويمكن لعملاء الأزياء تجربة الملابس افتراضياً.  

التجارة الاجتماعية (Social Commerce) و"اشتر الآن وادفع لاحقاً" (BNPL):

تشهد التجارة الاجتماعية إزدهاراً كبيراً في المنطقة، مستفيدة من منصات التواصل الاجتماعي للمبيعات المباشرة. أصبح التسويق المؤثر أداة قوية لزيادة التفاعل وتعزيز المبيعات، ومن المتوقع أن تنمو التجارة الاجتماعية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 24.2%، لتصل إلى 2.89 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028.

 تكتسب خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً" (BNPL) شعبية متزايدة، حيث تزيد من معدلات التحويل وقيم السلة. وتضم شركات مثل Tabby وTamara ملايين المستخدمين في دول مجلس التعاون الخليجي.

 هذه التقنيات تعمل بشكل متكامل لخلق تجربة تسوق سلسة، آمنة، ومصممة خصيصاً للمستهلك، مما يزيد من ولاء العملاء ويفتح آفاقاً جديدة للنمو.  

د / اللاعبون الرئيسيون والابتكارات الإقليمية:

يشهد مشهد التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط منافسة قوية وابتكارات مستمرة من قبل اللاعبين الرئيسيين والشركات الناشئة.

 هذه المنافسة الشديدة بين اللاعبين العالميين والشركات المحلية الكبيرة، بالإضافة إلى صعود الشركات الناشئة، تخلق بيئة من الابتكار المستمر والتكيف السريع مع احتياجات السوق الإقليمية.

أمثلة على الشركات الرائدة في المنطقة:

تتصدر العديد من الشركات المشهد. Amazon.ae، كلاعب عالمي، تكيفت مع التفضيلات الإقليمية بعد استحواذها على سوق دوت كوم، وتمتلك بنية تحتية لوجستية قوية.  

Noon.com منصة إقليمية بارزة، تأسست باستثمار مليار دولار، وتخدم الإمارات والسعودية ومصر، وتقدم خدمات متنوعة مثل Noon Food وNoon Grocery. Namshi.com موقع رائد في الأزياء بالشرق الأوسط.   

يُعد Ounass.com من أوائل المواقع الفاخرة التي تقدم توصيلاً فائق السرعة.  

Mumzworld.com أكبر موقع تسوق للأمهات والأطفال في المنطقة. بالإضافة إلى شركات مثل Sharaf DG وLetsTango.com.  

الاستثمارات والشراكات التي تدفع عجلة الابتكار:

تشهد المنطقة تدفقاً للإستثمارات والشراكات التي تعزز الابتكار. دخلت Mastercard في شراكة مع Scale لدفع نمو التكنولوجيا المالية. 

تلقت شركة DXwand، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي للمحادثة، استثماراً بقيمة 4 ملايين دولار. تستثمر الحكومات والشركات بشكل كبير في البنية التحتية اللوجستية، مثل استثمارات DHL التي تتجاوز 500 مليون يورو. وتساهم مبادرات مثل EZDubai في جذب الشركات الرائدة في التجارة الإلكترونية.  

الشركات الناشئة وحلولها المبتكرة:

اقرأ أيضا : التسويق الرقمي للمتاجر الإلكترونية: كيف تصل بمنتجاتك العربية إلى الأسواق العالمية؟

يشهد السوق ظهور لاعبين محليين جدد يركزون على تلبية التفضيلات الإقليمية وبناء شبكات لوجستية قوية. تبرز الشركات الناشئة المتخصصة في حلول الميل الأخير والتوصيل السريع، مثل Instashop وWing. 

تحقق Tabby وTamara نمواً سريعاً في مجال حلول الدفع الرقمي. هذه المنافسة تدفع الجميع نحو الابتكار، مما يؤدي إلى تحسين مستمر في تجربة العملاء، وابتكار في اللوجستيات والمدفوعات، وتطوير نماذج أعمال جديدة، ويضمن سوقاً ديناميكياً ومحفزاً للنمو، يعود بالنفع على المستهلكين ويدعم الاقتصاد الرقمي.  

هـ / الخاتمة نحو أفق رقمي واعد:

إن مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط يبدو مشرقاً وواعداً، مدفوعاً بالتحول الرقمي المتسارع والدعم الحكومي القوي وتغير سلوكيات المستهلكين.  

تُعد التجارة العابرة للحدود فرصة كبرى، لكنها تتطلب معالجة تحديات اللوجستيات والجمارك وبناء الثقة.  تحسين الإمداد، والدفع الذكي، والتشريعات الموحدة ضرورية لتحقيق نمو السوق.

 ستلعب  التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء دوراً محورياً في تشكيل تجربة تسوق أكثر تخصيصاً وفعالية، ومع استمرار اللاعبين الرئيسيين والشركات الناشئة في دفع عجلة الابتكار، فإن المنطقة مهيأة لتحقيق قفزات نوعية.  

مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط لا يعتمد فقط على النمو الكمي، بل على قدرة المنطقة على تحويل التحديات البنيوية، مثل اللوجستيات والجمارك، إلى فرص من خلال الابتكار والتعاون، مما يؤسس لمكانة ريادية عالمية. النجاح لا يقاس فقط بحجم المبيعات، بل بمدى تكامل المنطقة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

ما هي رؤيتكم لمستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط؟ شاركونا آراءكم وتوقعاتكم في التعليقات أدناه. تفاعلكم يثري النقاش ويساعدنا علىأن نكتشف آفاق جديدة معاً.

هل لديك استفسار أو رأي؟

يسعدنا دائمًا تواصلك معنا! يمكنك إرسال ملاحظاتك أو أسئلتك عبر صفحة [اتصل بنا] أو من خلال البريد الإلكتروني الخاص بنا، وسنكون سعداء بالرد عليك في أقرب وقت.


 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال